اللؤلؤة كيف تحفظ نفسها ؟؟؟؟؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد :
أختي المسلمة .. يا لؤلؤة .. كيف تحفظي نفسك من الذنوب والمعاصي ؟ ومن منا لا يذنب ؟
ومن منا لا يعصي الله عز وجل ؟ بل قال عليه الصلاة والسلام ((لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولأتى بقومٍ يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم ))
بل إن من صفات المتقين لله عز وجل أنهم إذا وقعوا في الذنوب والمعاصي استغفروا الله وأنابوا ورجعوا قال تعالى : ((والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ))
واسمعي يا أمة الله إلى ربنا جل وعلا كيف يصف أولئك الذين ابتعدوا عن شرعه وانتهكوا المحارم ووقعوا في الذنوب وأسرفوا فيها أنظري كيف يصف الله عز وجل حياتهم ومعيشتهم في الدنيا (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً )
نعم والله ... معيشتها ضنكاً تستيقظ في الصباح على الأغاني والموسيقى ... إذا خرجت من بيتها للسوق أو للجامعة أو للمدرسة خرجت متعطرة متبرجة كاشفة عن شعرها ونحرها وساقيها ... لسان حالها يقول لكل من يراها أنظر إلي ... تمتع برؤيتي ... تمازح هذا وتقول : مجرد بائع ..!! لا تذكر الله ولا تخافه ولا تراقبه ولا ترعى له هيبة ... فإن لها معيشة ضنكاً والعياذ بالله ... لا تعرف صلاة ولا ذكراً ولا تلاوة للقرآن تجلس على التلفاز إلى منتصف الليل لمشاهدة حثالة المجتمع من ممثلين وراقصين ومغنيين وغيرهم ... لم كل هذا يا أمة الله ؟ لم يا لؤلؤة تقولين : ملل أو ضيق في الصدر ... أقول بل هو قوله عز وجل : (فإن له معيشة ضنكاً )
هذا في الدنيا ... وأما في الآخرة فالأمر أشد وأعظم قال تعالى : ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ))
أمة الله ... سلي أصحاب المعاصي والذنوب : هل أنتن في سعادة ؟ هل تجدن الراحة والطمأنينة ؟
فستسمعين الجواب بــــــــ لا والله ... ضاقت علينا الدنيا بما رحبت بحثنا عنها فلم نجدها واجلسي مع تلك الصالحة المحجبة العفيفة المحافظة على دينها وعرضها التي تأبي أن يرى ظفرها الأجانب وتستحي أن تتحدث مع الرجال ...
جل وقتها في الذكر والمطالعة وتلاوة القرآن ... تنام على ذكر الله وتستيقظ على ذكر الله تغض بصرها وتحفظ لسانها عن الغيبة والنميمة والتحدث في الأمور التافهات من موضة وقصات الشعر وآخر أغنية وغيرها من دنايا الأمور ... سليها هل أنتِ سعيدة ؟ هل أنتِ في راحة .. فستقول لك .. أي نعم .. لو كان أهل الجنة في مثل ما نحن فيه والله إنهم لفي عيش طيب ... وهذا والله مصداق قوله تعالى (( من عمل صالحاً من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ))
لقد أخبر عليه الصلاة والسلام أنه يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر
انظري إلى الصالحين أقرئي أخبارهم وسيرهم وما كانوا عليه من العبادة والخشوع لله ومع ذلك هم أكثر الناس خوفاً منه سبحانه وتعالى بل أنهم يصومون ويتصدقون ويخافون ألا يتقبل الله عز وجل منهم كما قال تعالى ... (الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ) لم يا رب ...
(أنهم إلى ربهم راجعون) فكيف بالتي لا تصلي ... فكيف بالتي هجرت القرآن ؟ كيف بالتي تتجرأ على المعاصي صباح مساء ... وهل تصبرين على عذاب الله عز وجل ؟ هل تتحملين عقابه ؟ لا والله إنكِ لا تصبرين ولا تتحملين ...
ألا فاتقي الله وخافيه واجتنبي كل ما حرمة الله عز وجل عليك وكل ما حرمه عليك رسوله عليه الصلاة والسلام ....
أمة الله وأنت في زهرة الدنيا وملذاتها وفي غمرة شهواتها ألا تتذكرين يوماً سوف تحملين فيه على الأعناق ؟ تقلبين على تلك المغسلة تغسلين ولا حراك ولا تستطيعي أن تنجي نفسك بنفسك ... يا أمة الله ... في ذلك الوقت أين ذلك الوجه الحسن ؟ ...أين تلك الملابس ؟ ... أين تلك العطور؟ ... أين تلك الشهوات والملذات؟ ... تغسلين ثم يصلى عليك ؟ ... وتدفنين وحيدة في تلك المقبرة وفي تلك الحفرة الضيقة لا نور لا إخوان لا أصحاب ... لا تستطيعين الحراك ... أين الأحياء ... لا أحد انما هو منكر ونكير ... ملكين يأتيانك فيقعدانك في قبرك ويسألانك ... من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك؟ ... فإن كان أكبر همك الدنيا ولذاتها ..... تعيشين على الذنوب والمعاصي والمحرمات فكيف سيكون جوابك .........
ها ها لا أدري ؟ فيضيق عليك قبرك ويأتيك عملك بصورة إنسان فتقولين من أنت , من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر فيقول : أنا عملك الخبيث أنا الأغاني أنا الأفلام والمسلسلات أنا النظر إلى المحرمات أنا سماعة الهاتف التي كانت في آخر الليل أنا التجول في الأسواق بمعصية الله عز وجل أنا تارك الصلاة أنا المعاصي والذنوب أنا عملك الخبيث فوالله ما علمتك إلا سريعة في معصية الله بطيئة في طاعته ....
أمة الله ألا تخافين من ذلك المصير ؟ ألا تخافين من ذلك اليوم ؟ أما تخافين إذا وقفت بين يدي الله عز وجل وأنت عارية حافية لعل الشعر قد شاب من شدة الخوف؟ أما تخافين إذا سألك ربك و مولاك عن شبابك وعمرك فيما قضيتيه وعن مالك بما أنفقتيه ... (( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً انا موقنون ))
أمة الله ... إن مما يحفظك من الذنوب والمعاصي رجاؤك بالله عز وجل ... أن ترجي رحمته سبحانه وتعالى أنك إذا صادفت معصية أو ذنباً تذكرت سعة رحمة الله عليك فصددت عنها فإن الله سيعقبك حلاوة في الصدر حلاوة الإيمان .... وإذا بصحيفة أعمالك بيضاء يوم القيامة ... تأخذين كتابك بيمينك ثم تساقين إلى أين ؟ ... إلى الجنة ... ((وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً )) نعم إنها ستين أو سبعين سنة كلها قضيتها في طاعة الله عز وجل ألا تصبرين يا أمة الله هذه السنوات القليلة لتفوزي برضوان الله عز وجل والجنة ... أمة الله ... إن من يحفظك من الذنوب والمعاصي الصحبة الصالحة فإن أكثر ما يوقع الفتيات في المحرمات الصحبة السيئة والمجالس التافهة ... فاسألي نفسك يا أمة الله ما الذي ينفعك ... فــــــــاحرصي يا أمة الله أن تكون مجالسك مجالس خير وفائدة وذلك بمصاحبة الصالحات العابدات قال تعالى
( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهة ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً ))
ولن تنفعك إلا الحسنات والأعمال الصالحة بعد رحمة رب السماوات والأرض وانظري يا أمة الله إلى سيرة هذه المرأة التي يذكرها لنا فضيلة الشيخ أحمد الصويان حفظه الله إذ يقول كنت في رحلة دعوية إلى بنجلاديش مع فريق طبي أقام مخيماً لعلاج أمراض العيون فتقدم إلى الطبيب شيخ وقور ومعه زوجته بتردد وارتباك ولما أراد الطبيب المعالج أن يقترب منها فإذا بها تبكي وترتجف من الخوف فظن الطبيب أنها تتألم من المرض فسأل زوجها عن ذلك فقال : وهو يغالب دموعه : إنها لا تبكي من الألم بل تبكي لأنها ستضطر أن تكشف وجهها لرجل أجنبي لم تنم ليلة البارحة من القلق والارتباك وكانت تعاتبني كثيراً : أو ترضى لي أن أكشف وجهي .. ؟ وما قبلت أن تأتي للعلاج إلا بعد أن أقسمت لها ايماناً مغلظة بأن الله تعالى غفور رحيم
فلما اقترب منها الطبيب نفرت منه ثم قالت : هل أنت مسلم, قال نعم والحمد لله
قالت : إن كنت مسلماً .. فأسألك بالله ألا تهتك ستري إلا إذا كنت تعلم يقيناً أن الله أباح لك ذلك ..؛؛
أجريت لها العملية بنجاح وأزيل الماء الأبيض وعاد إليها بصرها بفضل الله تعالى حدث عنها زوجها أنها قالت : لولا اثنتان لأحببت أن أصبر على حالي ولا يمسني رجل أجنبي قراءة القرآن وخدمتي لك ولأولادك.
ما أعظم شموخ المرأة المسلمة بعزتها وعفافها ... وما أجمل لأن ترى المرأة مصونة فخورة بحشمتها ... العفيفة الطاهرة ؟؛
ولكم يتفطر القلب أسىً وحزناً على أولئك الفتيات الزهراوات اللواتي طاشت بهن الأهواء وأسلمن أنفسهن بكل غفلة وبلاهة لكل ناعق ؛؟ إن الحياء شعبة من شعب الإيمان وعنوان من عناوين العفة والفضيلة تقوم قواعده على أسس راسخة من التقى وأصول متينة من الصلاح ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( الحياء كله خير ))
بل عظم النبي صلى الله عليه وسلم من شأنه فقال : (( إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء ))
فتوبي إلى الله يا أمة الله واستغفري لذنبك واقبلي على الأعمال الصالحة فداومي عليها وتمسكي بدينك وشرفك وحجابك فإنما الدنيا ظل زائل والآخرة هي دار القرار وتأكدي أنك لن تندمي على ذلك أبداً بل انك سوف تسعدين بإذن الله ولا تترددي في هذا وأنا لك من الناصحين
وختاماً اقتني بارك الله فيك الأشرطة الإسلامية واهتمي بسماع المحاضرات وقراءة المجلات الإسلامية الهادفة كمجلة الأسرة أو الفرقان أو البيان ففيها الخير الكثير لك إن شاء الله والله تعالى أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم ...