بسم الله الرحمن الرحيم
اعلموا أيها المسلمون كما أن لشهر رمضان حوافز ومرغبات، فإن هناك مزعجات ومنغصات، بدأت جلية ظاهرة، سببها قصور بعض الناس، الذي يستثقلون هذا الشهر المبارك، ويستعظمون مشقته، فهو كالضيف الثقيل عندهم، يرتقبون خروجه بفارغ الصبر، ويتطلعون إلى انقضائه مشرئبين، اعتادوا على التوسع في الملذات والشهوات من المآكل والمشارب، يأكلون الأرطال، ويشربون الأسطال، وينامون النهار ولو طال، أغرقهم طوفان السعار المادي، فجعلهم يطلبون ولا يعطون، ويشتهون ولا يصبرون، ويحسنون الجمع فيهم روح المبالغة والمقاومة، تراهم ذئابًا في الليل، جيفًا في النهار، فلا عجب!! ألا يجد هؤلاء من اللذة والراحة بهذا الشهر المبارك ما يجده المؤمنون الصادقون.
ومنغص آخر من منغصات الناس في رمضان، تلكم الحركة النشطة، التي تبثها قنوات الأقمار المرئية، التي تنشر الإثم عاريًا، وتحلق الدين قبل أن تحلق العفاف والحياء، جعلوا من رمضان موسم طرب وسهر، تبث فيه الأفلام الرخيصة، والدعايات المضللة، وإن كان للإسلام نصيب في تلك القنوات، فهو إسلام مشوه الصورة، ترى معه القبلات واستجداء اللحظات، صارت وباء كاملاً، فاحتلت كل مكان، وجذبت إليها الرشيد والسفيه، والقويم والفاسد، وبذلك تخسر الأمة في كل لحظة مواطنًا صالحًا، يضل ضلالة، يغش بها ويخدع ويسرق ويحتال، تمتعاً بهذا الترف المرئي، والداء المستشري، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ومنغص ثالث من تلك المنغصات، المرأة المسلمة، ما دورها في رمضان؟ أيكون شغلها الشاغل، التفنن في المأكل والمشرب؟ ماذا أدت لخالقها في هذا الشهر؟ كيف يطيب لها إن تسامت إلى الخير، أن تختلي بأجنبي دون محرم، كيف يطيب لها أن تخرج إلى المسجد مع سائقها متعطرة متبرجة، قد اصطحبت أطفالها في سذاجة وبلادة، وكأن المصلي هي وحدها؟ آذت وأوذيت، فما صلت ولا صامت، تحملت الوزر من حيث أرادت الأجر، ربما اعتمرت فطافت وسعت، ثم قصرت فحلت إحرامها، خرجت إلى الأسواق كاشفة عن بعض مفاتنها، أثارت كوامن الشهوة بعينيها، فعلت بألباب الرجال كما تفعل الخمرة بالعقول، فهي خراجة ولاجة، زرعت بتبرجها في دروب الناس ألغامًا، طافت بالأسواق، وسعت بين الغادي والرائح، ثم قصرت عن طاعة الله فحلت حيائها، فقارنوا - رحمكم الله - بين هاتين العمرتين